الروح الإقصائيه وتزكية الذات
من المعروف ان اغلب المجتمعات التي تعاصر احداث وكوارث وحروب تنبثق في مرحلة مابعد الكارثه ادواء اجتماعيه بعضها قابل للتقويم البسيط والبعض الاخر يحتاج الى حملات توعويه بنطاق واسع
احد الادواء الاجتماعيه التي استشرت بشكل مخيف في مجتمعاتنا فكرة تزكية الذات واطلاق الاحكام المسبقه على الاخر تِبعاً لتبنيه فكر معين او عقيده معينه او توجه ادبي ،علمي،انساني معين حتى في الاوساط التي تدعي دفاعها عن حرية الرأي وحرية الفرد تجد في داخلها من يجد متعه ويصر على السخريه والاساءه للمتدين
معتبراً ان ذلك حقاً مشروعاً له رغم انه يتنافى تماماً مع مبدأ الحريه التي تنتهي عندما تبدأ حرية الاخر
حتى بين القراء والمفكرين قارئ الكتب الفلسفيه يقدم نفسه على انه الارقى درجه متهماً قارئ الروايه بالتفاهة وابتعادها عن الفكر في حين يصف الاخير الاول بانه يعاني من عقد نفسيه هكذا في كل مفاصل الحياة،لم لانتقبل اختلافنا بكل بساطه !
خلقنا الله مختلفين ولاضير في ذلك الضيرالحقيقي في إصرارنا على وجوب ان نكون نسخاً مكرره وعدم امكانية تقبل الاخر بكل ماله وعليه ليتقبلنا بكل مالنا وعلينا وهذا مايسمى (تعايشاً نافعاً) نحن كمجتمع بحاجةٍ ماسه للتخلص من الفكر الإقصائي بجميع درجاته واشكاله لننشئ مجتمعاً متكاتفاًمتعاوناً قادر على دفع عجلة التطور بدلا من الانشغال بالخلافات والاتهامات البغيضه
Hiba